كـريمـة
معمـيش


فبعد أن ولدت في جوّ أسريّ محتدم لأسباب شخصية، كبرت في قالب فتاة إنطوائية،هادئة يخيم الصمت على تفاصيلي ولا أستكين البتة.
وبعد هذا،وقعت في حب شخص كان في نظري ملاذا امنا هربت إليه من عزلتي، فكنت أراه مجتمعي الصغير وأنا لست من النوع الذي يحب بسهولة ولكنه وللأسف لم يكترث بي أبداً بل لاأعتقد مطلقاً أنه قد كان يعيرني أدنى اهتمام.
لوّح لي مغادراً ومضى في طريقه وگأن شيئا لم يكن.
وثقت بأشخاص وفتحت لهم قلبي المظلم الداكن عليَّ أجد فيهم أنساً ورفيقاً يبدد وحشته،خلتهم وميضاً ينير عتمتي ولكن ماحدث كان العكس تماماً.
لقد طعنوني؛هنا وسط فؤادي ومن خلفي وبين كتفيَّ، ثم تركوني أتلوى وجعاّ وكأن جلاداً سلط عليَّ سوطه وترك العنان لضرباته لتستقيم على جسدي المنهك؛الواحدة تلوالأخرى يرسلها بشغف وتمدد.
غبية،داخلي يحترق وأنا أعيد نفس التجربة وكأن الألم بات يستهويني تماماً كقهوة مُرّة أستغرب كيف للمرء أن لا يستلذها،فلطالما شعرت ببلورات السكر بين سوداء الكافيين وانتشيت بها.
هربت من الألم إلى الألم أستنجد به من الألم وظننته أملي ولكن!
ماظننت الألم مؤلماً بحق.
خانني من هربت أستنجد به من الخيانة،وغدر بي من حدثته عن ألم غدر كان قد استوطن قلبي.
منافقون هم من تأتيهم مشوه الروح ملؤك ندوبا وجراحاً ويستقبلونك بالأحضان.
بل مزيفون ممضون لايفقهون في ماهية الصدق شيئاوالله أعلم.
أترونه عاديا أن أرى ثقتي بالغير مجرد ذنب بعد كل تلك الحمائم التي تولدت في أعماقي؟
للأسف،لم أعد أرى ثقتي بالغير سوى مجرد ذنب أرتجي المغفرة عليه.
وفي النهايةأيقنت أن الله الواحد الأحد وحده الثابث في حصيلة كل شخص لايتزعزع حبه في قلبي قيد أنملة،وأنى لي أن أقارن؟
الله وحده من هربت إليه من كل شيء ومن كل هاته الفزلكات الدنيوية ولم أعد خالية الوفاض؛لقد عدت محملة بشيء اسمه إيمان ويقين وحب أبدي أزلي سرمدي ولا مجال له. وعرفت قيمة كل إنش مني وبين طيات قلبي وثنايا روحي وحناياي فرقيت بها إلى الأعلى فالمجد لي وتبا للجميع.
لقد تركت مني قليلا بين الذوات ولم تصبهم اللعنة،يبدو أنني كنجمة منفردة؛لا يمكن لأحد أن يشبهني قط أو أن يماثلني شاء أم أبى.
إنني مزيج من الألم والأمل وكتلة من التفرد، العمق والنرجسة؛فكرة الأشباه فيّ من العدم
إنني مزيج من الألم والأمل وكتلة من التفرد، العمق والنرجسة؛فكرة الأشباه فيّ من العدم