بقلم / أحمد قــــادري
أدت ثورة الاتصالات والتكنولوجيا الرهيبة إلى تنافس الشركات الكبرى العالمية على السوق العالمي وهو ما دفعها إلى الصرف على الأبحاث العلمية ذات النفع في إنتاج أجيال متطورة من السلع الاستهلاكية ،هذا التنافس وإن كان له فوائد كبيرة لا يمكن إنكارها حيث جعل التواصل بين الناس ابسط و أكثر سهولة من ذي قبل إلا أن أضراره تفوق الحصر فقد تفشى في المجتمعات نمط الإستهلاك الجنوني لكل شيء الذي أدى بدوره إلى عدم قدرة الإنسان المعاصر عن الإستغناء عن الهاتف النقال مثلا ووسائل الترفيه والانترنت وكأن الإنسان أصبح عاجزا عن فعل اى شيء بدونها إضافة إلى تفكك الأسرة والانسحاق أمام ما يقدمه الانترنت من عالم مفتوح كل ذلك جعل معيار القيم يتغير ويتم تقييم الإنسان بحسب سعر ونوع الهاتف الذي يحمله وماركة السيارة التي يركبها ومنشأ الزي الذي يلبسه وتحولت الحياة من حولنا إلى تنافس حول ملكية السلع الاستهلاكية واختفى معدن الإنسان الحقيقي وأدبه وعلمه كمعيار للقيمة وحل محلهم نوع الهاتف وماركة السيارة وأشياء أخرى خادعــــة
ولا يمكن أن نصف هذا الأمر سوى بأنه مرض لا شفاء منه فحينما يصبح في البيت الواحد من أربعة إلى خمسة أجهزة محمول جميعها متصلة بشبكات ( Wi–Fi) وكل فرد من الأسرة يسرح بعقله وخياله من خلال الهاتف في أي اتجاه يريد فإننا لا يمكن أن نصف ذلك سوى بالأمر الخطير الذي ندفع ثمنه غاليا الآن من تفشي ظواهر غريبة على مجتمعاتنا إضافة إلى تغيير جذري في منظومة القيم فظهرت طبقة جديدة من الأغنياء الجدد الذين لا يحملون أي مؤهلات سوى امتلاك شركات ومصانع السلع الاستهلاكية ، لقد أصبحت التكنولوجيا هي هيروين العصر كلما انتشرت بشكل غير ايجابي في المجتمع زادت مساحة الغيبوبة واللاوعي بين الجميع ،لا انتقد التكنولوجيا ولكني انتقد أن تصبح أداة للمظاهر الكاذبة والتفسخ الاجتماعي