رحاب الجزائر / أحمـــد قـــــادري
يصاب الإنسان بالحزن عند وفاة شخص عزيز عليه ، وربما تمتد مشاعر الحزن طويلاً ، ويمكن أن تتكرر عندما نتذكر فقده ، ومع تلك المواقف في رحلة الحياة إلا أننا نستمر في التزاماتنا نحو من نحب.
ورغم أن الموت هو الحقيقة المطلقة في الحياة ومصير كل حي ، إلا أنه أمر في غاية الصعوبة على المقربين من ذلك الشخص العزيز حين وفاته ، وتبقى مشاعر الحزن والفقد موجودة داخل النفس البشرية حسب قرب ذلك المتوفى .
وحين فقدت نهار أمس الاثنين ومع دخول السنة الجديدة 2024 إبن مدينة الجلفة عيسى عبد اللاوي وزير الأشغال العمومية في حكومة قاصدي مرباح وأيضا في حكومة الإبراهيمي سنوات 86/88 و 88/89 ، رحمه الله، كانت الصدمة مؤلمة لكل من عرف صاحب القلب الطيب الراقي الخلوق عن قرب.
كان رحمه الله رجلاً عالي المكانة في قلوب عائلته و محبيه صالحاً متواضعاً، عرفه كل من أحتك به برفعة أخلاقه ، أفنى حياته في خدمة بلده ووطنه .
لن أدعي أني كنت أكثر الناس حظاً بمعرفته عن قرب وهذا عن طريق إبن أخيه حمزة عبد اللاوي والمرحوم عباس نجل محمد بن شونان رئيس مدرسة الإخلاص التابعة لجمعية العلماء المسلمين بالجلفة ، أو تمتعت بنعمة أولئك الذين رافقوه وامتدت علاقتهم لفصول ومراحل طويلة من حياة الراحل.
لقد عرفت هذا الرجل الطيب “عيسى عبد اللاوي“ قبل عدة سنوات بحكم علاقتي بالأسرة الكريمة ..
كان رحمة الله عليه سيد الهدوء والرزانة ، ليس له في اللغو صوت ، ولا في حلبات الخصام حضور، كان شخصاً أجمع كل من عرفه وعاشره على حبه واحترامه ، كان الصديق القريب من الجميع، يشهد له القاصي قبل الداني أنه منبع للخير نابذٌ للشر، كان رحمه الله مثالاً للمؤمن الحق ومكافح بني نفسه بنفسه و ترقى في المناصب حتى أصبح وزيرا للفلاحة ووزيرا للأشغال العمومية في الدولة الجزائرية طيلة سنوات ..
وتلقّى سكان مدينة الجلفة وخصوصا من عاشر الرجل وتربطهم علاقة به نبأ وفاته في العاصمة الفرنسية( باريس ) وهو على وشك السفر إلى البرتغال ، بحزن شديد وبالدعاء له ؛ لما يحملونه له من تقدير وعرفان واحترام ؛ حيث لا يكاد يخلو بيت بمدينة الجلفة إلا ولهم ذكرى وعلاقة مع هذا الرجل الطيب رحمه الله.
رحل الفقيد عن عمر ناهز 83 سنة (مواليد 5 ديسمبر 1941) بالجلفة تاركا وراءه 04 أولاد طبيبان و دكتور في الإعلام الآلي (مستثمر) و البنت الوحيدة مختصة في البيولوجيا كلهم تربوا في أحضانه وشربوا من دفء حنانه وعطائه وسيرته العطرة المليئة بحبها للناس وللأجيال فكانوا بدورهم ثمرة طيبة لفقيد الجزائر ..
يشار في الأخير أن الفقيد سيوارى الثراء غدا الأربعاء بمقبرة سيدي فرج بالجزائر العاصمة بعد صلاة العصر والعزاء ببيته بـ “كلوب دي بان“
اللهم ارحمه واغفر له، وأسكنه فسيح جناتك، وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان