إعداد أ.د حمام محمد استاذ الاعلام والاتصال والادب جامعة الجلفة
في عصر **الذكاء الاصطناعي** المرتبط بالسرعة وجودة الخدمة المطلوبة من الإنسان، يظلّ كل ذلك محكوماً بحدود الأخلاق الدولية التي اجتمع الناس عليها وفقاً للقانون الدولي الإنساني.
فالآلة تجيبك بصراحة أنها غير مبرمجة للإجابة عن بعض الأسئلة، لكنها في الوقت ذاته تتحرّى الأدب في خطابها.
حتى إنّ المستعمل قد يشعر أحياناً بالحرج أو الفزع إن أطال استخدام الذكاء الاصطناعي، إذ مع مرور الوقت تنشأ علاقة ضمنية كائنية مزدوجة، أشبه بارتباط الإنسان مع كلب أو قط. ومع الاستخدام الصوتي الناطق تتعزز هذه الألفة بشكل أكبر.
إنّ البحث عن جودة طريق يقود نحو السعادة التي يتصورها الإنسان قد يمتد في المستقبل ليشمل حماية الفرد من **التسمم الغذائي أو العاطفي**.
فبالنسبة للشق العاطفي، سبق أن تحدّثنا في مقال منفصل عن المعاملات العاطفية للذكاء الاصطناعي، أما في الجانب البيولوجي، فإنّ الأمر مرشح لأن يفتح آفاقاً جديدة في علاقة الإنسان ببدنه وأعضائه الداخلية التي لا تنام، كالقلب واللسان والأعصاب.
سيكون بمقدور الآلة مستقبلاً أن تنبّه الإنسان إلى انتهاء صلاحية الأدوية التي يتناولها عبر إشارات ضوئية أو صوتية، وقد تقيه من تناول مواد خطيرة أو مخالفة للبروتوكولات الصحية الدولية.
وهكذا لن يتمكن الإنسان من ابتلاع مخدر أو سم قاتل من دون أن ترصده الآلة، إذ ستصدر مؤشرات كهرومغناطيسية تنبهه، وقد تعترض جسده بتأثيرات فيزيولوجية وقائية كالدّوَخان أو الألم، ما يجنّبه التهلكة.
هنا يطرح السؤال: **هل سننجح في حماية مجتمعاتنا من آفة المخدرات والسجائر السامة وغيرها مما يضر البدن البشري؟**إنّ الكائن الإنساني، في ظل هذه التحديات، سيتقبّل بيولوجياً ما تسمح به القواعد الصحية المطابقة لمعايير منظمة الصحة العالمية.
وعندئذ لن نحتاج إلى الاستفراغ كوسيلة دفاعية، لأنّ التنبيهات الذكية ستسبق ذلك عند دخول أي مشروب سام أو دواء منتهي الصلاحية أو حتى مأكولات مخمّرة.
قد يرى البعض أنّ هذا بعيد المنال، لكن الحقيقة أنه أقرب مما نتخيل، بل أسرع من وضع السبابة في الأذن للفرك، لأن تقنيات التواصل التكنولوجي تتطور باستمرار، ولأن الاستثمار في البرمجيات صار ضرورة ملحّة لترقية الإنسان وإشعاره بقيمة حياته التي منحها له المولى تعالى مرة واحدة في هذا الوجود الدنيوي.