بقلم : لحول لخضر
لقد خلق الله الإنسان وجعل له أجل لا ريب فيه مُلاقيه لا محاله كما قال المولى عز وجل :
( فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونْ )
عرفت الحياة المرحوم ذات يوم من عام 1958 ليغادرها مع اطلالات هذا الشهر الاول من أكتوبر 2025 وبين التاريخين سيرة ذاتية وأحداث ومواقف وتحديات و مآلات ، لم يتمتع المرحوم بالدفء الأبوي وعاش يتيما وكان التعويض والرعاية من أخواله ومن جدته فاطمة بالجلفة ، حيث زاول تعليمه الابتدائي بذات المدينة لم ينل نصيبه من التعليم كثيرا اين إكتفى بالرابعة متوسط لكن شاءت الاقدار أن تجعل من يُتمه وتوقفه عن الدراسة كعاملين هامين لرسم مسار عصاميته فنسج علاقات بين أترابه ومارس هوايات في الرسم و الاشغال اليدوية فصنعت منه هذه العلاقات والهوايات رجلا اجتماعيا وواعيا وموهوبا فنيا وميّالا للابداع ويكره القيود ويجد نفسه في الاعمال التي يتمتع فيها بمطلق الحرية و لا يحب ان يستمر طويلا في أي نشاط فهو ينتقل من مربع الى آخر في ممارسة أنشطته الحرفية الفنية وأحيانا التجارية لا توجد للمرحوم أي علاقة بالأحزاب السياسية و لا ممارسة السياسة ومع بروز التعددية الحزبية في الجزائر وجد نفسه بدون رغبة ملحة منه رئيسا لبلدية عين معبد فمارس مهام هذا المنصب بتلقائية وسط مجلس بلدي تعددي في أوّل تجربة تعددية محلية ساعده في البداية تكوينه العصامي الاجتماعي في تسيير المجلس البلدي الذي يتطلب عملا وتنسيقا جماعيا نجح في هذا التسيير نسبيا لكن مع كثرة التوجيهات وحب المرحوم للحرية كسّر هذه التوجيهات والقيود و انتقل الى مربع آخر وحاول تسيير بقية عهدته بطريقته الخاصة …لكن لم يستطع الصمود طويلا في هذا المربع الثاني فكانت الاختلافات والتحديات التي سرّعت بنهاية عهدته قبل موعدها…
بعد المآلات التي عرفها فقيدنا عاد بقوة الى نشاطه الحر فأبدع فيه وأدر عليه مدخولا محترما غطي حاجيات أسرته وكما أسلفت فإن المرحوم لا يمكنه المكوث طويلا في عمل وظيفي بشركة كسائق او اداري بسبب القيود التي لا يحبذها…. ورغم كل الصّعاب التي مرّت بالمرحوم فإنه دائما يعود من جديد ويستأنف حياته إلاّ ان المرض هذه المرة حاول الراحل أن يتحداه فقد وجدته مرّات يمشي و هو يعاني حاول أن يتأقلم مع مرضه..!!!
لكن إرادة الله جعلت أجله و نهاية مشواره في هذه الحياة سببه هذا المرض لينتقل الى عالم البرزخ تاركا وراءه ذرية صالحة (04 من البنين وبنت واحدة) وزوجة ذات أصل ودين …. أسأل العلي القدير ان يرحمه وان يغفر له وان يتجاوز عن خطاياه وان يجعل قبره روضة من رياض الجنة وان ينزل الصبر والسلوان على أهله واحبابه و ابنائه
( طاقم جريدة رحاب الجزائر بقدم خالص العزاء للأسرة الكريمة )