لرحاب الجزائر من المنيعة : بودراع يوسف
“بعث الرياضة المدرسية .. رهانات التنمية البشرية والوطنية” – تحت هذا الشعار ذي الأبعاد العميقة، لم تكن انطلاقة الموسم الرياضي المدرسي 2025-2026 بولاية المنيعة مجرد تدشين لفعالية سنوية.
كانت إعلان ميلاد لعهد جديد، يُصعِّدُ فيه الجهاز التعليمي إلى مرتبة “الخزان الاستراتيجي” للأبطال، مُجسدًا رؤية رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لربط المدرسة مباشرة بمستقبل الرياضة والصحة والتنمية الشاملة.
الوالي يُحوّل الحدث إلى أولوية وطنية
ما رسّخ القيمة القصوى لهذه الانطلاقة هو الحضور المشرف والمؤثر للسيد بن مالك مختار، والي ولاية المنيعة، الذي أشرف بنفسه على المراسم في ابتدائية الشهيد بن بيتور علال.
هذا التدشين، بمشاركة واسعة من اللجنة الأمنية والمديرين، لم يكن بروتوكولًا، بل رسالة حاسمة: الرياضة المدرسية هي الآن في قلب الاهتمام الإداري والسياسي، مُحولةً إياها من “حصة هامشية” إلى “أولوية ولائية عليا“.
المدرسة: ليست فقط للتعليم، بل للعلاج واكتشاف الكنز
أزاح السيد خضير أولاد قويدر، مدير التربية، الستار عن جوهر الاستراتيجية.
لم تعد المدارس مكانًا لتلقين الدروس فحسب؛ بل هي “خزان كبير للأبطال المستقبليين”.
وأشار المدير بوضوح إلى أن معظم الأبطال الجزائريين البارزين انطلقوا من هذه المؤسسات، مُقرًا بأن هذا الجانب شهد “إهمالًا عامًا” في فترة سابقة، وهو ما تعمل الرؤية الحالية على تصحيحه.
لكن الرؤية تتجاوز منصات التتويج لتلامس صميم الصحة العامة.
فقد أكد أولاد قويدر على دور الرياضة كـ “العلاج الأساسي والرئيسي” لمكافحة أمراض العصر المتفشية بين التلاميذ، كالسمنة والسكري. هذا الربط يضع النشاط البدني في مصاف “التلقيح” الذي يحمي الجيل الناشئ، وليس مجرد وسيلة ترفيه.
استثمار حقيقي في “المحورين” البنية التحتية والتأطير
ما يُميز موسم المنيعة الجديد هو الانتقال من النوايا إلى الإجراءات العملية القابلة للقياس. مدير التربية كشف عن خارطة طريق لتفادي العودة إلى الإهمال:
* تخصصية التعليم: تعميم إسناد تدريس مادة التربية البدنية في الطور الابتدائي لأساتذة متخصصين. هذا الإجراء يضمن تأطيرًا علميًا ومبكرًا لاكتشاف وصقل المواهب في الأعمار الذهبية.
* تجهيز المحيط: تسريع عملية تكسية ساحات اللعب والملاعب بـ العشب الاصطناعي. وبنسبة إنجاز وصلت إلى حوالي 35% في المدارس الابتدائية، يتم تهيئة بيئة تدريب احترافية وآمنة، تليق بمشروع “مصنع الأبطال”.
إن هذا التعاون “المحكم والكبير” بين قطاعي التربية والشباب والرياضة هو الضامن لاستمرارية المشروع.
الخلاصة: إن ما شهدته المنيعة يوم السبت ليس مجرد افتتاح رياضي، بل هو إعادة تعريف لدور المدرسة كرافد حيوي للتنمية الوطنية.
الرهان الآن هو تحويل شعار “أبطالنا في مدارسنا” من طموح إلى واقع، لتكون ولاية المنيعة قاطرة تزود الجزائر بكفاءات رياضية شابة وواعية، قادرة على رفع علم الوطن في المحافل الدولية، انطلاقًا من فصولها وملاعبها المدرسية.







