نحاول في هذا العنصر تسليط الضوء على المعطيات الجديدة في مجتمع المعلومات، التي خلقت جيلا من الصحفيين والمواطنين الافتراضيين، تتميز الصحافة الاليكترونية بمميزات كبيرة ،ذلك أنها تقرا في كل وقت بمجرد الضغط على أزرار محركات البحث ، كما أنها تفتقر إلى جمهور متخصص محدد عكس الصحافة الجماهيرية فتوزيعها يقترب بمدى امتلاك وسائل الإعلام الآلي ، فالصحفي الاليكتروني يحاول التأثير على الإنسان المحسوب ،وفي هذا الصدد سوف نتعرض إلى الطرفين .
–المواطن المحو سب : هو ذلك الإنسان العاقل الذي يستعمل الإعلام الآلي في حياته اليومية من داخل المنزل وخارجه ، ويخضع كل معاملاته التجارية والسياسية والثقافية إلى الإعلام الآلي ، باستعمال تقنية الانترنيت .
– الصحفي الافتراضي: والذي ينقل التغطيات والقراءات المختلفة عبرا لشاشات الاليكترونية ، فهو سريع الحركة واسع الأفق يتعامل مع تقنيات تحرير الخبر بطرق عادية، ستصبح العشرية القادمة (الصحافة الاليكترونية ) هي وسيلة العصر القادم لأنها سوف تغزو كل استعمالات الإنسان المحو سب ،بنسب ستعرف تزايدا مستمرا ، كلما تحسنت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتحسن الدخل الوطني .
– مجتمع الصحافة الالكترونية :
بلغت البشرية عصر ثورة الاتصال الخامسة فأصبح في الإمكان التحدث عن مجتمع اليكتروني، عرفه الأستاذ محمد لعقاب بمجتمع المعلومات يعيش فيه الإنسان عصر مابعد التصنيع، الذي يرمزالى العيش في المستقبل حتى تصبح كل التصرفات تتراءى وكأنها جزء من الماضي مثلها مثل القومية الأولى لأجهزة الحاسوب .
وإذ نقول ذلك فلأننا نؤكد بان مجتمع المعلومات ولد من خضم التكنولوجية، لهذا ستعرف الصحافة الاليكترونية قفزة معتبرة في مجال تبليغ المعلومة ،لأنها ستصبح غريبة المحتوى اذا ماتمت قراءتها عبر شبكات الواب وسيسحق بعنف كل الذين تأخروا في استخدام الحاسوب ، فلن يجد المتبدي مايستوعبه خصوصا وان البرامج المذاعة والرسائل الإعلامية ، ستعرف تحسينات خرافية حتى إن العين المجردة ، ستصبح عاجزة على التعريف بين الواقع والحيل السينمائية ،عندئذ يدرك الإنسان المتبدي إعلاميا ،بأنه تأخر نوعا ما لاسيما عندما يدرك أن انفجار المعرفة قد يشمل كل ماهو موجود فلم يعد هناك فراغ فيزيائي ، بل سيتحول ذلك الفراغ إلى واجهات مليئة بالمعلومات ،كما ستقفز المعاملات التجارية عبر التجارة الاليكترونية ، كل مفاهيم التجارة الدولية من عملية اليكترونية ، اتفاقيات اليكترونية تكون بحجم المعلومات والمعرفة ستزداد كل اثني عشرة سنة.
المحاضرة 2: مفهــوم الاتصــال.
إن الإعلام هو عملية تبليغ بمعرفة جديدة للمستقبل ، بينما يشير الاتصال إلى العملية أو الطريقة التي تنتقل بها الأفكار والمعلومات بين الناس داخل نسق اجتماعي معين ،ولهذا سوف ندرج كل المفاهيم الخاصة بالاتصال مع مقارنتها نسبيا بمختلف العمليات الإعلامية وهي مفاهيم متعددة نتناولها كمايأتي .
أ- مفهوم التبليغ نعني بالتبليغ نقل معلومات يرى المرسل بأنها تفيد المستقبل نتيجة لعلمه المسبق بها (9)، ففي هذه الحالة هي عملية تقنية الية تحمل المعلومة تصب عند الطرف الثاني لهذا ارتبط الاتصال بالتبليغ.
ب- مفهوم نقل المعرفة : تعتبر المعرفة الموجودة لدى الإنسان كما هائلا من المعلومات والخبرات التي اكتسبها في الحياة (10)، إذ يمكن نقلها بعملية اتصالية واضحة .
ومن خلال الطرحين السابقين ،يمكن إن نعرف الاتصال بأنه عملية تقنية الية يميزها عنصر الإعلام (الإخطار) بين المرسل أو المستقبل ،ويمكن اعتباره بأنه تحديد لنوع من العمليات الإعلامية المختلفة ، كان تقول الإعلام السياسي (11)أو الاتصال السياسي أو إعلام رياضي أو اتصال رياضي ،فهو بهذا يرمز إلى عملية تبليغ شيء جديد ولأيهم الخطأ أو الصواب ،فيما ينقل إليه ومن جهة أخرى يمكن أن نعتبره عملية إشعار بوجود كائن عن طريق استعمال الرسائل ومثله مثل الإعلام إن لم نقل هو نفسه إعلام لا يحيا إلا بالوسائل .
ومايهمنا هو الاتصال الإداري كمجال لهذه الدراسة الذي سنتوقف عنده بكل تفصيل ،قد نتوخى منه المعاني الموضحة لمفهوم الاتصال .
أ-: مفهوم الاتصال الإداري
يقصد بالاتصال الإداري هو تلك العمليات التقنية والسياسية التي تستعملها الإدارة من اجل نقل المعلومات والبيانات إلى المواطنين والعاملين باستعمال وسائل الاتصال المعروفة، (12) فإذا اقترن بالبيانات التي ترسل إلى المواطن فهي تسعى لتحقيق التوازن الاجتماعي.
يعتبر الاتصال الإداري كل عملية توصيل تتم بين الإدارة والموظفين على المستوى الداخلي للمؤسسات والجماعات وبين الإدارة والمواطنين ،وهو مايعرف بالاتصال الجواري ،(13) ولهذا سوف يتم تعريف أولا المستوى الأول الذي يعني الاتصال الداخلي المنقسم بطبعه إلى مستويين (الرسمي وشبه الرسمي،)وهو على حد زعم “سيمون(14)” بأنه أداة لربط سلوكيات الإفراد بالمجموعات ، ويمكن دراسته من زاويتين تتعلق الزاوية الأولى .
1 – الاتصال الرسمي: نعني به أن يقوم عضو في المؤسسة أو الجماعة المحلية بالاتصال مع أناس معينين كالإداريين أو التقنيين داخل المؤسسة لتحقيق أهداف المؤسسة.
2- الاتصال غير الرسمي : يكون بين عدة أشخاص أو بين فرد في المؤسسة مع أشخاص آخرين ، وهو اقل تنظيما ومهم ، إذا كان عمل المؤسسة يتطلب التنسيق مع مجموعة من الناس ، لأنه يعطي المؤسسة إحساسا بالنجاح ، إذا استولت في عملها على أشخاص لهم علاقة بعيدة بالمؤسسة .
وعادة مايكون الاتصال الإداري ذو صبغة داخلية أي يتم من اعلي إلى أسفل ، من المدراء والقياديين بخصوص (كيفية المشاركة في المعلومات والتعليمات )و (كيفية الاستجابة للسياسة الجديدة للقوانين والتنظيمات ) بينما الاتصال من أسفل إلى اعلي يبقى مهما لهؤلاء لمعرفة مايجري أسفل منهم ، وغالبا مايكون هذا الاتصال ناجحا في الاتصال الإداري ، لأنه يلزم العمال على البوح بهمومهم .
بينما يظهر الاتصال الجانبي في المؤسسة من بين أهم الدعائم التي يقوم عليها الاتصال الإداري باعتباره يسمح للأشخاص العاملين في المؤسسة، إن يعرفوا بسرعة مايريده زملاءهم في الأقسام الأخرى من المؤسسات الأخرى .
ويستعمل المدراء تلك الأنواع الثلاثة في المؤسسة للحصول على المعلومات المطلوبة من اجل إحقاق الأهداف الكبرى للمؤسسة (15)
ويرد في كثير من الأحيان مصطلح الاتصال الخارجي للدلالة على الاتصال غير الرسمي الذي تستعمله المؤسسات ،في شكل مكاتب استقبال وإعلام خارج القطاع العام بصفة رسمية ، ومن الطبيعي انه في كثير من المرات إن الإدارة تضل غير مدركة لكثير من مظاهر الاتصال الخارجي ،فالأشخاص العاملون داخل المؤسسة ،ومن المستويات المتوسطة يتصلون كثيرا بزملاء لهم من مؤسسات أخرى دون إخطار القيادة ، وفي بعض الأحيان يتم الاتصال بين الوزارات والهيئات مع نظرائها في الأقاليم الأخرى ، نأخذ على سبيل المثال قبل إن يتم برمجة مشروع لإقامة ثانوية يجب إن يتم اتصال بين كثير من الوزارات على سبيل المثال يؤخذ “رأي وزارة التخطيط “لمعرفة نوع الاعتماد المخصص ،بعد اخذ رأي وزارة المالية التي تخطرها علما وزارة التربية الوطنية ، وهذه الأخيرة عن طريق مديرية التربية على المستوى المحلي تتصل بالولاية (الديوان أو الأمانة العامة) لمعرفة وصول الاعتماد وإحقاق المتابعة الميدانية من خلال إشراف السيد الوالي باعتباره ممثل رئيس الجمهورية على مستوى اللامركزية الإقليمية ، وغالبا مايتم الاتصال من اعلي إلى أسفل ومن أسفل إلى اعلي خصوصا ،لما يتعلق الأمر ببناء مؤسسة تعليمية ، فيقوم مديري التربية بإعطاء معلومات ترد إليه من طرف الجماعات المحلية، تتناول عدد التلاميذ المتمرسين والمقيمين في تلك الجهة ،وكذا الطبيعة القانونية للعقار المراد إقامة المؤسسة عليه.
3 – مفهوم الاتصال الجواري الإداري:
يعتبر الاتصال الجواري عملية تقنية تنظم المصلحة العامة وتقرب الفهم أمام المواطن والإدارة (16)فإذا كان العمل الجواري ، يقصد به كل نشاط فكري أو مادي ملموس ، كوجه من أجل التقرب من إشغالات المواطنين باستعمال وسائل الإعلام المباشرة وغير المباشرة لحماية المجتمع (17)،فإن الاتصال الجواري هو نقل لذلك العمل، باستعمال وسائل الإعلام والاتصال،ويكتسي مفهوم الاتصال الجواري عدة أشكال منها:
- مفهوم العمل الجواري :
إن العمل الجواري تتمثل مهمته في إحداث تقارب بين الإدارة والمواطن ،فهو يشبه إستراتجية إعلامية أو سياسة إعلامية مخطط لها تهدف إلى إحداث تقارب ،وفهم لانشغالات المواطنين الحقيقية باستعمال الوسائل الإعلامية الوسيطة (18) كالمرافق العمومية ووسائل الإعلام الجماهيري ، ومن الملاحظ أن المواطن ينظر إلى الإدارة على أنها الشريك الدائم في المصلحة العامة، فهو كثيرا ما لا يتقبل صرفه أو إبعاده عندما لا تلبى احتياجاته بصدر رحب، فيغمد إلى سب الإدارة وأعوانها مفسدا بذلك طريقة الحوار التي يقتضيها الاتصال الجواري.
فالمسألة لأتبرز في إظهار المتهم والمقصر ، وإنما تظهر في نوع المطالب التي يثار حولها النقاش بين الاثنين ، لأن الشكاوى في العمل الجواري ، هي نقطة البداية في ربط الحلقة المفقودة بين الإدارة والمواطن .
- مفهوم إعلام المرفق العام
يعتبر المرفق العام أداة معبرة عن الجهاز الإداري الكبير الذي يحتوي على جميع أنواع الخدمات العمومية ، يلازم المواطن أينما كان ، لأنه يتوجه إليه لقضاء حوائجه ، فهو لا يتردد في طلب المزيد في إطار علاقة المواطنة ، للضغط من أجل تحقيق استجابة كاملة لكل ما يريده،إن هذا الضغط يشكل للإدارة صعوبة ، تعمل كل مافي وسعها للتغلب عليها ، حتى لا يحدث الغضب الاجتماعي .
وهذه العلاقة لا تتحدد إلا في ضل خطة مبنية على حوار موضوعي، لأن الصعوبة ليست في كيفية تقديم الحل، بل الصعوبة تظهر في كيفية الوصول إلى صيغة تفاهم وحوار عن طريق تقنيات الاتصال الجواري.
وهذا التصور ، هو مؤشر دال على ضمان خطة مدروسة لعلاج مواقع الخطأ ، في تقدير علاقة الإدارة بالمواطن أو سوء الفهم ، فهناك البعض من المواطنين ينظرون إلى أعوان الدولة على أنهم أعداء، بفعل الإجراءات البيروقراطية المعقدة ، التي فرضها التنظيم الإداري ، بينما الإدارةتترى فيهم مثالا، للاطمئنان والإقناع .
- مفهوم تقريب الإدارة من المواطن:
ويمكن أن ندرج الاتصال الجواري في إطار تقريب الإدارة إلى المواطن في كل ما له علاقة بالإدارات الاستشارية في جميع مجالات الحياة ،على سبيل المثال كمعيار أخذ به الفقه (19) لتعريف الاتصال الجواري ، فإن مبدأ الاستشارة والاختصاصات الاستشارية ، ليس لها أي قيمة تنفيذية ذلك أن الاستشاراتالمقدمة لا يؤخذبها في الميدان لكنها تسعى إلى تطوير العلاقة بين الإدارة والمواطن، من خلال تحفيزها للتقارب والتجاور عن طريق إنشاء فروع جواريه في مختلف الجهات الوطنية ،وقد أضاف الفقيه محمد القاسم ، (20) عنصر الدعاية للتدليل على مفهوم الاتصال الجواري فذكر أن الدعاية ترعى مصالح مجموعة على حساب مجموعة ثانية ،و هذا مستبعد في مناهج الاتصال الجواري الذي ينبذ العمل الاتصالي في إطار خدمة المصالح الحزبية ، فعندما تتضارب تلك المصالح تصبح قاب قوسين أو أدنى من اتصال اجتماعي .
وكثيرا ما يستعمل إعلام تقريب الإدارة من المواطن ،الاتصال الرسمي الذي يتم بين مختلف الأجهزة الإدارية في هيئة أو مؤسسة بالطرق المشروعة و المحددة قانونيا، يختلف عن الاتصال الجواري،لهذا لا يمكن الحديث عن اتصال ذو اتجاه واحد ينتقل من المرسل إلى المستقبل فقط دون أن يحدث العكس..
ولما كانت السلطة السياسية تتشابه في الدول النامية من حيث الأهداف ، فإن مفهوم الدولة حسب Palmer(21)تتمثل في إنشاء نظام من المؤسسات القادرة على ضبط السكان في الدولة و تعبئة الموارد المادية و البشرية بهدف تحقيق التقدم السياسي و الاجتماعي و القدرة على معالجة التغير دون التخلي عن دورها في الرقابة .
ومرد هذه التعبئة لا شك أنها تتطلب جهوداتؤكد الحرص على إقامة عمليات تواصل و جوار بين الإدارة و المواطن (22) ،فمن خلال الاستنتاج السابق،يظهر العمل الجواري في شكل وسائل إعلامية موجهة من الإدارة أو السلطة السياسية إلى المواطن، بهدف تقارب و فهم حقيقي لانشغالاته.
إن الاتصال الجواري يتناول تجسيد الهيئات الأساسية للسلطة الحاكمة باعتبارها مالكة للوسائل والممتلكات ، و ليس كمسيطرة عليها ، و تهدف إلى إحداث سكون اجتماعي لبناء مجتمع متماسك لا وجود فيه للخلفيات ، و يدعم التنمية على الخصوص على أساس بعض الدعائم نذكر منها على سبيل المثال الآليات المطلوبة في علاقة الحاكم والمحكوم ومنها :
– تحسين مستوى الإدارة العامة و الخدمة العمومية .
– مراجعة قانون البلدية و الولاية.
– تحين قوانين تسيير المرافق العمومية .
– مراجعة قانون 90/31 المؤرخ في 04/12/90 المتعلق بالجمعيات .
– اتخاذ إجراءات تقنية تتعلق بالمالية العامة للبلديات و الوظيف العمومي .
ونفيد هنا أن الاتصال الجواري يؤدي عمله كأداة بين الإدارة والمجتمع في ظل مهام تتعلق بالتكفل بانشغالات المواطنين .ولمعرفته أكثر نشير في العنصر اللاحق إلى مهام الاتصال الإداري
– مهام الاتصال الإداري:
بعدما تعرفنا على المفهوم العام للاتصال الجواري والمفاهيم المرتبطة به، سأحاول أن أقف عند مهام هذا الاتصال لكي يتم فهمه وإزالة الغموض عنه وتظهر هذه المهام كمايلي:
1 – تحسين المرافق العمومية والمصالح الخارجية للدولة :
تحسين نوعية الخدمات التي يقدمها المرفق العام،تعد من بين اهتمامات السلطات العمومية حتى تسترجع ثقة المواطن في الإدارة ، التي تشكل حسب ضنه مصدرا مستمرا للبيروقراطية ، نجمت عنها آثار سلبية و خطيرة كتدني الخدمة العمومية و إسقاط مستوى الرفاه الاجتماعي وسوف يتم شرح هذه المهمة بالتفصيل في الفصل المخصص لدور الاتصال الجواري في إلاصلاح
2 – تحسين خدمات المرافق العمومية و الإدارية :
إن استمرار الاتصال الجواري والرسمي ، لايكون إلا في إدارة لها نية التخفيف من الإجراءات أثناء تعاملها اليومي مع المواطن ولا سيما فيما يخص استقبال المواطنين عن طريق القيام ببعض الاجرءات .
كتوظيف مؤهلين قائمين بالاتصال، يحسنون قواعد استقبال المواطن، وتحرير المبادرات من كل أشكال البيروقراطية. لقد أصبح المواطن أكثر وعيا من ذي قبل لأنه سوف يفهم دوره كمواطن ،وذلك يعد مكسبا مهما جدا يعبر عن تشبعه بمبادئ التسيير الديمقراطي،ولهذا فإنه من الضروري تبين الوجه الآخر للإدارة باعتبارهاوجه الدولة ، وبما أن الإدارة تشكل طرفا رئيسيا في هذه المعادلة ،لم تقعد لتتفرج أو تنتظر مايسفرعنه رد فعل المواطن لأن غض النظر عنه لمدة طويلة جعل من المواطن يعتقد أن الإدارة هي المصدر العام لكل ظواهر الحقرة و المحسوبية في جميع دول العالم .
وحتى لا نتسرع في توجيه الانتقاد لمثل هذا المفهوم ،تجدر الإشارة إلى توضيح موقع الجماعات الضاغطة و الأحزاب من هذا التوتر الذي حدث في العقلية الجماعية للإفراد إزاء الإدارة، حيث باتت بعض الجمعيات تتصنت على الإدارة لحساب أهدافها، رغم أنها تمثل في حد ذاتها وداخل هرم الإدارة صفة متجددة للأمراض التي أصيبت بها الإدارة مستغلين في ذلك وازع الديمقراطية لصب حام الغضب على الإدارة ، وكأنه لا يوجد من يحميها سوى القانون .
والحقيقة أن الاتصال الإداري سيصل حتما بالمواطن إلى حماية إدارته بدلا من القانون (23).