بقلـــم / أحمـــد قـــــادري
تزايدت في السنوات الاخيرة حالات انتحار الشباب الجلفاوي من الجنسين ، في عمليات انتحار بشعة ومؤلمة للنفس البشرية ، ومعلوم أن هناك مشكلات كثيرة تواجه شباب الجلفة يدفعهم إلى تعاطي المخدرات بكميات رهيبة ، ومحاولة كسر العادات والتقاليد الاجتماعية كنوع من الاحتجاج على احوالهم، واخيرا بدأت مشكلة الانتحار تأخذ طابع الظاهرة، اذ لا يمر شهر إلا ونسمع عن حالة انتحار هنا أو هناك.
والمؤكد أن هناك أسباب نفسية وراء تلك الحالات حيث تنتشر الأمراض النفسية كا الأعصاب والوسواس القهري والاكتئاب بين الجلفاويين وخاصة الشباب منهم، ولكن أيضا هناك أسباب اجتماعية واقتصادية تؤدي إلى انهيار الشباب بسبب غياب منظومة العدالة مثلا أو تفشي البطالة وخاصة بين خريجي الجامعات ، مما يجعل الشباب في حالة يأس من الحصول على فرصة عمل ، ومع ضغوط الاسرة عليه بأن يعمل ومع كثير من البحث عن فرصة عمل، نجد هناك من يحصل على اي فرصة عمل بغض النظر عن المؤهل وهناك من لا يجدها، مما يدخله في ازمة تظل تتفاقم وتتفاقم حتى تصل الى ذروتها، فيكون قراره بالتخلص من حياته حتى يرتاح من تعذيب النفس.
والحقيقة ان الدولة عليها مسئولية اقتصادية واجتماعية ونفسية ودينية من اجل تقليل نسبة حالات الانتحار – التي يرجح البعض أنها في تزايد مستمر- فعلى الدولة ان تفتح المساجد للدروس الإرشادية والوعظية للحديث عن خطر الانتحار وحرمته الدينية، وأن تفتح مقرات الثقافــة والاندية للجميع حتى يمكن تفريغ الطاقة في الرياضة ..
ولكن الأهم من كل ذلك ضرورة وجود مشروع قومي قائم على بناء مئات الشركات كثيفة العمالة حتى ولو بأجور متوسطة بحيث تستوعب تلك الطاقات الشبابية.. وقبل كل ذلك لابد من انتشار والتوسع في بناء مصحات نفسية شبه مجانية في كل مدن ومراكز الولايات ، وكذلك يجب التوعية الاعلامية بالأمراض النفسية وكيف نكتشفه ونتعامل معه، أي لابد من ايجاد طرق للعلاج وتوفير الدواء، مهما كلفنا ذلك من تضحيات مالية.. فالثروة البشرية هي أغلى ما نملك، علاوة على أن انتشار حالات الانتحار قد يدفع البعض وخاصة من المراهقين الى السير في نفس الاتجاه..
ارحموا شباب الجلفة .. فهم في أمس الحاجة للكبار والمسئولين للوقوف بجانبهم.. والله الموفق.. ورحمة الله على كل من فقد حياته تحت ضغوط الحياة ومصاعبها..
ارحموا شباب الجلفة .. فهم في أمس الحاجة للكبار والمسئولين للوقوف بجانبهم.. والله الموفق..ورحمة الله على كل من فقد حياته تحت ضغوط الحياة ومصاعبها..