رحاب الجزائر / أحمــد قادري -سليمة بليدي بوكامل
أصبحت مقاهي الأنترنات قبلة الكثير من شباب الأحياء الشعبية الذين يقضون بداخلها أوقات طويلة ولا يعودون إلى بيوتهم إلا في أوقات متأخـــــرة من الليل والهدف من ذلك ليس إكتساب خبرات ولا طلب العلم ، إنما للتعرف على فتيات أجنبيات يحققن حلمهم في الهجرة .
أدمن الكثير من الشباب العاطل عن العمل والذين لا تسمح لهم مرتباتهم لبناء مستقبلهم على التجول في بلدان العالم عن طريق النات للتعرف على فتيات أجنبيات لا يهم سنهم ولا حتى إن كن مطلقات ، أم لا ، وحتى الشكل وهي المواصفات التي يتحرى الشاب توفرها عند الزواج بفتاة من بلده ، والغريب في الأمر أن هذه العادة لا تقتصر على الشباب الذين لم يتزوجوا وإنما حتى المتزوجين ، حيث لا يتوانى هؤلاء الشباب عن زيارة مقاهي الانترنات كل يوم علهم يجدون الفرج في الرسالة التي تبعثها لهم الاجنبية الشابة أو العجوز ، وما يزيدهم إصرار على هذه الفكرة الواقع المحتوم والمزري الذي يعيشونه ، خاصة وأن الكثير منهم لا يجدون مكانا ينامون فيه في البيت ليضق المسكن ، والطريف في الأمر أن بعض الشباب لا يتقنون حتى الفصحى فكيف باللغات الأجنبية ، وحسب رويات بعضهم فقد أقاموا علاقات مع فتيات لفترة طويلة ، ثم اكتشفوا أن تلك الفتيات عربيات الأصل فيتركهن ، لأنهم لا يستطعون الحصول على الجنسية ولا على الإقامة ، أما عملية الاتصال فتتم بواسطة شخص يتقن استعمال الانترنات واللغات في نفس الوقت يطلب منه رواد تلك المقاهي الإلكترونية أن يقوم بعملية الاتصال ويطلبون منه أن يقرأ لهم الرسائل ، وان يكتب الإجابة وهذا ما حدث لـ ” محمد ابن 35 سنة ، الذي بدا حلم الهجرة يراوده منذ مدة طويلة ، ولأنه لم يتمكن من الحصول على التأشيرة قرر إقامة علاقة عن طريق الانترنات حيث تعرف على فتاة أجنبية وهي مستعدة لأتأخذه إلى بلديها ، خاصة وأنه وعدها بالزواج ، أما عن طريقة الاتصال فيقول بأنه لا يتقن حتى الفرنسية ولذلك يستعين بصديقه عند استقبال أو ارسال الرسائل ، ويقصد ” محمد ” مقهى الانترنات كل ليلة ولا يدخل إلى المنزل حتى ساعات متأخرة من الليل ، أما عن الذين يرتدون هذه المقاهي ، يؤكد محدثنا ، أنهم شباب من مختلف الأعمار والمستويات ، ويضيف بأن له صديق متزوج وأب لأبناء على علاقة بامرأة أجنبية علها تمكنه من السفر إلى الخارج وبالمقابل لن يتخلى عن أسرته في الجزائر وسيدعمها بالأموال ولن يتركهم بحاجة لشيء ، في حال ما أذا سافر ، أما ” عبد القادر ” وهو لم يبلغ الثلاثين من العمر بعد ، فهو على علاقة بسيدة مطلقــة ولها أبناء على الرغم من أنه عازب ، فهو لا يجد مشكلة في الأمر ، خاصة وأن هذه السيدة متمسكة به وأخبرته بأنها مستعدة لتسوية أوراقه وحتى لزيارة الجزائر من أجله …
ليبقى حلم الهجرة يراود شبابنا فرارا من الوضعية المزرية التي يعيشون فيها ، وما زاد تعلقهم بهذه الفكرة هو نجاح عدد كبير من الشباب في الزواج من أجنبيات بهذه الطريقة مامكنهم من السفر إلى بلدانهم وأقمن معهن حتى حصلوا على الوثائق وبقى معها بعد أن أدخلها في الإسلام ، وهناك من تخلى عليها وطلاقها بمجرد حصوله على الأقامة وهناك من عاد الى وطنه الأم كما سافر بدون تحقيق ما كان يصبو له.