لرحاب الجزائر – كوثر خليدة
إنّه لمن دواعي الفخر و السعادة، أن يَلْتَئِمَ هذا الجمع، في رِحَابِ هذا الصرح التليد للجيش الوطني الشعبي، لحضور الحفل التكريمي على شرف المتوجين بمسابقة جائزة أول نوفمبر 1954 التاريخية،
التي أضحت فضاء يتبارى فيه بنات وأبناء الجزائر المهتمين بتاريخنا المجيد وذاكرتنا الوطنية الخالدة التي لا ينضب وحيها وإيحاؤها.
إن هذه المسابقة الوطنية المنشأة بموجب المرسوم الرئاسي 96-240 المؤرخ في 09 يوليو 1996 ،
والتي ينظمها قطاعنا الوزاري سنوياً ، تَستَهدِفُ الأقلام الشابة، من الباحثين والمهتمين، لِتُحفّزَها وتُشجّعها ، دَفْعاً لحركية البحث العلمي والإبداعي في المجال التاريخي، ويتوافق ذلك مع المساعي الحثيثة لوزارة المجاهدين وذوي الحقوق تنفيذاً لتوجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون للحفاظ على الذاكرة الوطنية وترسيخ الثقافة التاريخية وتثمين موروثنا التاريخي
والثقافي، وتشجيع كل المبادرات التي تُعزّز هذا التوجه النبيل كل ذلك للهدف الاسمى وهو تعزيز المدرسة التاريخية الوطنية بأقلام رصينة، علماً ونهجاً، من أجل مواجهة شذاذ الآفاق والواهمين من أصحاب الفكر الاستعماري البائد الذين تتجدد في كل مرة محاولاتهم اليائسة التي ترمي إلى مُحاصَرَةِ الوعي بالحقائق التاريخية، وسعيهم الاستعدائي الفاشل لكبح عجلة التاريخ والمساس بوتيرة التقدم التي يشهدها وطننا.
إن السيد رئيس الجمهورية يعتبر العناية بتاريخ وذاكرة الأمة من الأولويات الملحة، بل ما فَتِئَ يُؤكد على الدور المنوط بها في تقوية مقومات الانتماء والاعتزاز بالخصوصية التاريخية والحضارية لأمتنا، وتأمين شروط مناعة أفضل للأجيال إزاء ما يدخل مع رياح العولمة من قيم بديلة، ويكسبها أدوات تحليل الواقع الذي تعيش فيه وتجاوز المعوقات التي تحول دون تحقيق الأهداف التي يَصْبُونَ إليها، والسير قدما على درب المستقبل.
أيها الجمع الكريم، يأتي حفلنا الكريم هذا، في ظل مواصلة التميز المشهود التي تعيشه الجزائر المنتصرة في جميع الميادين الاستراتيجية على درب الوفاء للشهداء الذين صنعوا النصر، وفتحوا معه سجل انتقال الجزائر من نصر مبين إلى نصر مؤزر.
في الختام، نجدّد أخلص التهاني لكل الفائزين بهذه الجائزة التاريخية، كما نشيد بالجهود التي لم يواتها الحظ في الفوز فحسبها أنها انخرطت في ميدان خدمة الذاكرة الوطنية، ولا ننسى تثمين كل المبادرات القيمة والاسهامات الجليلة التي حفت هذه المسابقة منذ الإعلان عنها، ونخص بالتنويه لجنة التحكيم الموقرة.
ونهيب بالطلبة والباحثين والمبدعين والإعلاميين كل حسب ميدان اختصاصه للمشاركة بقوة ونوعية في الطبعة المقبلة من هذه المسابقة، والتي ستكون خاصة ومتميزة نحتفي فيها بمرور ثلاثين سنة منذ تأسيسها، وسيكون موضوعها إبراز
الجرائم الاستدمارية التي عانى منها الشعب الجزائري خلال 132 سنة، وتَرَكَتْ في قلوب الأجيال جُرُوحًا غائرةً مازالت ماثِلَةً إلى اليوم .
أيتها الفضليات، أيها الأفاضل ، عاشت الجزائر عظيمة بتاريخها ورجالها الافذاذ ، قوية بحاضرها، متطلعة إلى مستقبلها في كنف أمجادها من الشهداء والمجاهدين.
شكرا للجميع على تلبية الدعوة ومشاركتنا هذا الحفل.. تحيا الجزائر.